رهائن الخطيئة لهيثم حسين.. عوالم كُردية بالعربية

كرم يوسف

تعدّ رواية رهائن الخطيئة، التي صدرت عن- دار التكوين بدمشق- وهي الثانية للروائي الكوردي السوري هيثم حسين، بعد روايته الأولى «آرام سليل الأوجاع المكابرة» بالنسبة لقارئها مختلفة كلياً وجذرياً، بالنسبة للرواية الأولى، من حيث البناء الروائي، وشخصياته، وتشويقه، وحتى اللغة التي لا تجد أية تقاطعات أو قواسم مشتركة، مع روايته الأولى، ويمكن اعتبار هذه النقطة بالذات نقطة إيجابية مسبقة، تحسب لصالح هيثم حسين، من حيث التخلص من الأسر الفكري الروائي وبنائه.

«رهائن الخطيئة»، وبحسب العنوان، الذي يعد مدخلاً مباشراً لأجواء هذه الرواية، التي تسلط الضوء لأول مرة على حقبة زمانية في فترة الستينيات من الألفية المنصرمة، على مكان جغرافي واقع في الشمال الشرقي من سوريا، للاقتراب أكثر من عوالمه الزمكانية، وهو ذلك المكان من جسد الكرة الأرضية الذي كان واحداً من ضحايا اتفاقية سايكس بيكو، التي جاءت لتضع خارطة جديدة للأفئدة، فأبعدت الأخ عن الأخ، قبل أن تبعد الأب عن ابنه، وشتّتت كل ما استطاعت تشتيته، ولا تعد الاتفاقية المبرمة بين سوريا وتركيا، على الزيارات دون جواز سفر أيام العيد لمدة 48 ساعة إلا أكبر دليل على أن مثل تلك القربى لا يمكن الإجهاز عليها، بوضع حدود مصطنعة .

تبدأ الرواية بدخول الأم خاتونة إلى عامودا، في فترة سقوط الحكومة الاتحادية بين سوريا و مصر، والتقاط بعض من الأحاديث من بين العوام الذين يبدون مواقفهم من سقوط هذه الحكومة، وخاتونة التي تكنى بخاتونة جيايي، قادمة من الطرف التركي، من الحدود الفاصلة بين سوريا وتركيا، وهي آتية بطفليها: أحمي وعلو اللذين يعيلان أمهما ونفسيهما، منذ نعومة أظفارهما، بالعمل في أي عمل كان.

يستمر أحمي وعلو في العمل حتى يتمكنا من الوقوف على قدميهما، بشراء دكان في سوق “العرصة” بعامودا، إلى جانب ذلك، فقد عملت أمهما أيضاً، معيلة من خلال توليدها للنساء، وخياطة “اللحف”.

{{البصل مغيراً لسيرة حياة:}}

خلال فترة استقرار الأخوين “صوفي علو” و”صوفي أحمي” اقتصادياً، في دكانهما، يحاولان جاهدَين الثورة على واقعهما المَعيش، بل وعلى ماضيهما أيضاً، بفتح صفحة جديدة في حياة العائلة، تعيد الاعتبار إليها، وذلك بأخذ مكان جديد في مجتمع “عامودا”، من خلال تغيير وضعهما الاقتصادي، فيلجئان إلى تخزين كمّيات كبيرة من البصل، بعد أنباء تردّدت إليهما بانقطاع قريب للبصل عن المدينة، فيتابعان محاولاتهما بشتّى الوسائل لجمع كميات كبيرة من البصل، تكون بمثابة ضربة العمر لهما، ولأجل ذلك يشتريان البصل من مدينة القامشلي القريبة، أيضاً، منفقين عليها كلّ ما جمعاه خلال سنين طويلة، من أعمالهما الشاقّة. .

تأتي الضربة القاصمة التي تغيّر مصير كلّ من صوفي أحمي وعلو، باحتراق دكانهما، الذي كانا يخزنان فيه تلك الكمّيات الكبيرة من البصل، بثمن من عصارة عمريهما، رغم محاولات الأخ الأصغر أحمي الكثيرة، بإقناع أخيه الأكبر، ببيع تلك الكميات من البصل قبل أن يصيبها مكروه، إلا أنّ طمع الأخ الأكبر صوفي علو بزيادة الطلب أكثر على البصل، وتحصيل أرباح أكثر يحول دون بيع تلك الكميات من البصل، قبل أن تحترق وتدمّر حياتيهما، على نحو لم يكونا يتصوّرانه.

محرقة البصل تلك، تضع حياة الأخوين الصوفيين، على مفترق طريقين جديدين، في هذه الحياة، فيعود الصوفي علو كما سابق عهده، بالعمل حمالاً، ويهاجر الصوفي أحمي إلى المكان الذي قدم منه، هو وأخوه، مع جدته، حينما كانا طفلين .

{{هوار… أو الرواية:}}

زواج الصوفي علو، من شكروكه كرِّك ابنة الصوفي فرحو، لم تكن تختلف عن الطريقة التي تمّ بها زواج أخيه الصوفي علو من سيرى ابنة ملا قراشيكي، من حيث مصارحة الوالدين للصوفيين، برغبتهما في تزويج ابنتيهما منهما، بعدما مرّت سنون طويلة، دون أن تتزوّجا فيها، وخشية والديهما عليهما، من أن تبقيا عبئاً عليهما.

الطفل هوار، كان ثمرة زواج من أب قادم من سرختي “تركيا”، ومن أمّ من بنختي”سوريا”، لتكون ولادته بمثابة إعادة الاعتبار للماضي الذي مرّ على هذه المنطقة، من دون أسلاك شائكة، تفصل بين السرختيين والبنختيين، وكان أفراد هذه الأسرة، ضحايا لها .

يموت والد هوار”الصوفي علو” الذي فقد كلّ أمواله بعد محرقة البصل، بعد وقوعه تحت ثقل كيس، أثناء عمله عتالاً، فيعيش هوار، في كنف جدته، وأمّه، التي فقدت تدريجياً مع الزمان، ما تبقّى لها من سمع قليل بعد عملية ضرب كانت قد تعرّضت لها على يد والدها، وقبل أن يزوّجها والدها، من الصوفي علو .

الخطّ الحياتيّ لهوار، كان مختلفاً عن الخطّ الحياتيّ لأبيه، وعمّه، وجدّته، والذي قدّمه الروائيّ باحتكاكه المبكّر، منذ طفولته بأستاذ علمانيّ، يقطن قرب منزلهم، وهو الذي اختار له هذه الاسم الذي يعني بالعربية “الصرخة ” بعد وعد قطعه الصوفي علو والد هوار على نفسه بأن يختار الأستاذ اسماً لابنه، وقال حين تسميته بهذا الاسم “أتمنّى أن يجسّد اسمه، ويكون صرخة رفض، لما عاناه أجداده، ويشعل ثورة، وناراً، على من شرّد أهله، وخلقوا منه مهاجراً، لاجئاً، في كلّ مكان، يلتجئ إليه” ص 21

ولعلّ خروج الأستاذ، واختفاءه، من الرواية، بعد أزمة نفسية، إثر تعرّضه للضرب، على يدي شابّ أزعر “من الأمن” في الباص الذي يقلّ الركاب من عامودا إلى القامشلي، كان حدثاً مفاجئاً، وربّما يمكن القول: إنّ الروائيّ أخرجه بعد تكليفه بدور بارز، ومشهود، وهو تعليم الطفل هوار، وتربيته، لئلا يشكّل وجود الأستاذ وبقاؤه في الرواية إبعاد الضوء روائياً، عن الشخصيات البطلة في الرواية، ولكن بالمقابل فإنّ بقاء ذلك الأستاذ في الرواية لمدى زمنيّ أكثر، كان من الممكن أن يساهم في تسليط الضوء على رهائن الخطيئة، أكثر، ولكن، تبقى الكلمة الأخيرة للروائي.

{{عودة الصوفي أحمي إلى تركيا:}}

شكّلت عودة الصوفي أحمي إلى الطرف التركي، نقطة مهمة في الرواية، حيث فتحت المجال للوقوف بشكل فعليّ، على من وقعوا رهائن للخطيئة، التي تمّ بموجبها وضع أسلاك شائكة مكهربة، وقنابل بين طرفي أرض، لم تكن تقبل- سابقاً- مثل هذه القسمة، ومن خلال هذه العودة التي يقول عنها الروائي في الصفحة 81 :” كانت الوجهة معكوسة، والزمن لم يكن خؤوناً بكل هذا العهر الذي يخون به الآن”، وكان التسويغ الذي قدّمه الروائيّ لهذه العودة العكسية جغرافياً، هو الحزن الذي أصاب الصوفي أحمي، بعد محرقة البصل تلك، التي عقد عليها – كأخيه – كل آماله في حياة، أكثر أماناً.

عودة الصوفي أحمي كانت بطريقة غير شرعية، لا تعتمد على جواز السفر، وهذه العودة كانت حينذاك واقع حال المئات من الأسر، التي لم تكن تأبه بهذه الحدود، ولا تعترف بها، معتبرة أنّ تلك الأسلاك، لا تشكّل إلا منغصّاً مؤقتاً، لا بدّ أن يزول عن قريب .

في طريق العودة العكسية جغرافياً، وبعد افتراق الصوفي أحمي عن جماعة المهربين، الذين يدخلونه تركيا، ويرشدونه إلى طريق قرية قراشيكي، وجهته المرتجاة، يصادف في الطريق بقرة تائهة، تشكل بداية لحياة جديدة، هناك، حيث أن البقرة هي لملا تلك القرية، الذي يفرح بوجودها مع الصوفي أحمي، وهي مصدر معيشته، وابنته الوحيدة، فيكون الصوفي أحمي ضيفاً مرحباً به من قبل الملا، الذي لا يلبث كثيراً بعد قدوم ضيفه أن يموت، ويوصي أبناء قريته بتزويج ابنته منه، وإيداع الصوفي أحمي، كل ما يملك أيضاً.

ولا بدّ من القول: إن البصل، والبقرة، لعبا دورين مهمّين في هذه الرواية، وبنجاح مميز، من قبل الروائي، الذي تمكن جيداً، من ربط الأحداث من خلالهما، بشكل متقن، حيث أن محرقة البصل، هي التي أدت إلى فتح آفاق جديدة متوخاة سابقاً، من قبل الروائي، وأدت إلى هجرة الصوفي أحمي إلى تركيا، وكان للبقرة أيضاً دور مشابه، حيث أنها كانت صلة وصل الصوفي أحمي، مع ملا قرية قراشيكي، فيتزوج من ابنته، فيما بعد، ويستقر في بيته، ويتولى من بعده، إدارة أمور المسجد.

إن تلك العودة للصوفي أحمي إلى الطرف الحدودي الآخر، على الجانب التركي، والتي لم يفت الروائي إطلاق تسمية “سرختي” أي – فوق الخط – عليها، وذلك بحسب المأثور الشعبي الدارج لها، منذ أن قسم الخط الحديدي المكان إلى قسمين: فوق الخط وتحت الخط، وهنا نكون أمام المرام الأكبر للروائيّ، حيث يغدو القارئ أمام واقع هذه المنطقة في الشمال الشرقي من سوريا، وما يقابلها من الطرف التركي، ليتم من خلال هذه العودة تسليط الأضواء الكاملة على الأوجاع التي خلفتها تلك الحدود، بالنسبة لسكان تلك المناطق التي لم يدخل في قواميسها قبل ذلك أيّ شيء اسمه حدود، فهم كانوا يعيشون داخل جغرافية مفتوحة الجهات.

أزمة أركيولوجية:
إنّ تحول الرواية إلى عرض تاريخي، لأماكن جغرافية، أخذ أكثر مما هو مستحق من حجم الرواية، ويعد مأخذاً كبيراً على الرواية، مهما كان غرض الروائي من هذه الإشارة التاريخية، فقد أخذ هذا الوصف أكثر مما هو مستحق من نتاج إبداعي، ليس من الضروري أن يتحول إلى بحث أركيولوجي، فعلى سبيل المثال تم التحدث عن قرية داري، من الصفحة 89 إلى الصفحة 101 من الرواية التي يبلغ عدد صفحاتها 150 صفحة، طبعاً هذا رغم المحاولة المتميزة من قبل الروائي في تقديم المعلومات عن قرية داري الموغلة في التاريخ عن طريق أصدقاء الصبي هوار، الذين يعرفونه على داري ، لرغبة هوار في ذلك.

إن ذلك الحديث عن داري كان مسهباً لأن داري لا تشكل أية أرضية جغرافية في الرواية، ولا حتى ماردين باستثناء اعتبارهما – أي ماردين وداري- مكانيين كان من المقابل الإشارة إليهما بأبنائهما لا بخريطتيهما من الجانب التركي، مقابل الإشارة إلى مدينة عامودا من الجانب السوري، ليتم بذلك فتح المجال للحديث عن رهائن الخطيئة، رغم أن الرهينة البطل في الجانب التركي، هو الصوفي أحمي، يسكن في قرية قراشيكي، التابعة لماردين، لا ماردين وداري، حتى أن الروائي يدرج معلومة جغرافية تاريخية بحتة من معجم البلدان عن ماردين لم يكن من الضروري بأيّ شكل إدراجها.

طبعاً، إن هذا الكلام يقال، مع أن الروائي أسند بعضاً من أعباء الرواية إلى الجغرافيا، منذ قراءة عنوانها المدخل إليها، فهو اتكأ على الجغرافيا، ولكن ليس بالشكل الذي يمكن أن يفقد الرواية ملمحها الإبداعي.

ومادمنا في إطار الحديث عمّا هو زائد، عن جسد الرواية، فلا بد من القول: إن الرعاة الثلاثة “حواسي وأوسكو ورمكو” والذين يرعون دواب سكان قرية قراشيكي، وقرى قريبة منها، لم يكن من المطلوب تخصيص هذه الفسحة التي لم يستحقوها من الرواية لهم، فهم لا يتعدون أن يكونوا أكثر من شخصيات، يصادفها هوار وجدته خاتونة في طريقهما إلى قرية قراشيكي.

{{لغة وصفية عالية:}}

لا تقلّ اللغة التوصيفية التي قدمت مع اللغة العالية، بامتياز، وبشكل متناسق، على مدار الرواية، حيث أن التوصيف تناول الملامح، بالإضافة إلى الحالة النفسية، بشكل عام، وإظهار الانفعالات المرافقة، والحركات الجسدية أيضاً، ومن الأمثلة التي يمكن تقديمها هنا، وصف حالة الصوفي أحمي الذي كان ينتظر قدوم أمه خاتونة التي سارت وراء ابنها الصوفي أحمي الذي غادرهم إلى تركيا دون إخبارهم حتى، وجاءت خاتونة من عامودا إلى قراشيكي تتأمل إقناع ابنها الصوفي أحمي، بالعودة إلى عامودا، والاستقرار هناك، ولكن من دون جدوى : “شعر برجفة تكتسح كيانه كله، لم يدر لها سبباً، لم يستطع أن يعبر عما كان يعتمل في روحه، كان يشعر بنفسه خفيفاً، تتلاعب به نسمات الهواء، يمسح عرقه، يحوقل، يهلل، يكبر، يحمدل، يستغفر، لم تستقر تحت أقدامه الأرض شعر بزلزلة تبلبل توازنه ..”

عوالم كوردية بالعربية:
كما تميزت الرواية بإدخال جمل كردية مترجمة إلى العربية، إلى جسد الرواية، وهي التي زادت من محاكاة الرواية للواقع الكردي حينها، ملتصقة به، معبرة عنه، وهو ما كان له دوره بأن يشعر قارئها، سواء أكان كردياً، أم عربياً، بجو الرواية الخاص، فهي تشعر قارئها العربي بذلك الجو الخاص، حين يصادف عالماً روائياً مكتوباً بالعربية، ذا نكهة خاصة، وجديدة، وتشعر قارئها الكرديّ بهذا الجوّ الخاصّ أيضاً، حين يجد جملاً ينطقها، بل نطقها، وهي مترجمة إلى العربية فلا يجد نفسه غريباً عن ذلك العالم الذي يقرأه روائياً، ومن تلك العبارات الكردية التي قدمها الروائي مترجمة إلى العربية: سامحك الله أيها المغفور لك – تريد أن تلصق “ضرطتك” بي- لم تستقر تحت أقدامه الأرض. حتى أن الأسماء التي قدمت لشخصيات الرواية كان لها دورها في نجاح المقاربة، مع الواقع من مثل شكروكا كرِّك (أي شكرية الصماء).

ولا شك أن تسليط الضوء على حياة الصوفيين، كان يدعم هذا الجانب التوثيقي من حياة المواطنين الكرد والنكهة الكردية في الرواية أيضاً، شمال شرق سوريا، لأنهم يشكلون، وشكلوا شريحة واسعة من المجتمع الكردي، فقدم الروائي بعضاً من طقوسهم، أثناء الحوار، وحركاتهم، وتصرفاتهم، وزيهم، وكل ذلك جاءت بشكل لافت، هذا إلى جانب البطلين أحمي وعلو، اللذين كانا – في الأصل- صوفيين.
{{
سر خاتونة: }}

قبل أن تكتمل الدورة الروائية في “رهائن الخطيئة”، تموت خاتونة جيايي، برصاص حرس الحدود، أثناء محاولتها اجتياز الحدود السورية التركية، صوب سوريا، بطريقة غير شرعية، وذلك في وضح النهار، وهي محاولة متقصدة طبعاً، من قبل الروائي لإنهاء روايته على الحدود نفسها، مع الرواية، التي تناولت الحياة على جانبي الحدود. تموت خاتونة بعد فشلها بإقناع الحارس التركي، بأنها تحمل “بقجة” فيها أغراض شخصية، لا أكثر، وأنها ليست من أولئك الذين يقومون بعمليات التهريب، فهي تجتاز الحدود في وضح النهار.

يفاجأ القارئ بحديث خاتونة التي تحتضر بعد إطلاق الرصاص عليها من قبل حارس الحدود التركي إلى الحفيد المفترض هوار كي لا تموت معها أسرارها، بأن تبوح له بسرها الذي لم تبح به قط، لا إلى ولديها المفترضين: الصوفي علو وأحمي، ولا إلى أي من معارفها، ولا الذين صادفتهم، وهو السر الذي يجسد إحدى الحبكات الناجحة في الرواية، والتي كانت خاتونة ترفض البوح به، بأي شكل، تخبر خاتونة حفيد أخيها، بأن جده، وأخاها في نفس الوقت، كانا من الكرد، الذين حاربوا الحكومة التركية في ثورة الشيخ سعيد، وصدر بحقّه حكم اعتقال غيابي، ولم يعد إلا بعد إصدار العفو. تتابع خاتونة أخبار هوار، بأنها ليست جدته، وإنما عمة والده، الذي قتل مع جدته، على يدي أناس كانوا يعتقدون أن جده قد أتى بأموال كثيرة، على غرار الكثير من الجنود الأتراك، الذين كانوا يذهبون إلى الحرب الكورية، فيقتحمون منزله، ويقتلونه مع زوجته، وتفرّ هي بعد ذلك، بابني أخيها علو وأحمي، إلى عامودا، لئلا يقتلهما أولئك الأشخاص الذين قتلوا والديهما… ذلك السرّ كان سرّ خاتونة الأكبر الذي لم تبح به ..!

يموت الصوفي علو في سوريا، ويعيش الصوفي أحمي في تركيا، بعد عودته من سوريا، وتموت والدتهما في المكان الموجع، وهو قرابة الحدود، وهي التي فشلت وعادت بخفي حنين، في إقناع ابنها الصوفي أحمي، بالعودة إلى عامودا، ومتابعة الحياة، كأسرة هناك، ويترك المصير مجهولاً، بالنسبة لهوار الذي لم تحدد الرواية وجهته، لا إلى سوريا ولا إلى تركيا، ففي كلا المكانين، يستطيع أن يقطن، ولكن أن يعيش بالقرب من تلك الحدود، فهو ما غير مسموح به.

عن موقع الأوان

© Copyright 2020. All Rights Reserved