الروائي هيثم حسين: هناك مكانٌ أعيش فيه وآخر يعيش فيّ

بدون قناع
الروائي هيثم حسين: هناك مكانٌ أعيش فيه وآخر يعيش فيّ

تستضيف كابي لطيف الروائي والناقد السوري هيثم حسين بمناسبة صدور الترجمة الفرنسية لروايته “إبرة الرعب” عن دار “لارماتان” في العاصمة الفرنسية باريس. يتحدث عن الكتابة وعن رواياته، عن جائحة كورونا، عن الغربة والعالم العربي.


كورونا: التداعيات أخطر مما نظن

شارك هيثم حسين مؤخراً مع مجموعة من الأدباء في كتاب “أجراس الوباء”، حيث قدّم نظرته حول جائحة كورونا. عن هذه المشاركة وعن مجمل نشاطه في فترة الحجر الصحي، يقول: “برهن الوباء للإنسان عن مدى صغر حجمه أمام قوى الطبيعة. هذه مرحلة مفصلية خلقت فكراً جديداً في العالم الحديث الذي شُلّت حركته وتوحّدت الهموم بين دوله، وستكون تداعيات هذه المرحلة أخطر بكثير مما نشهده الآن. الكتابة بالنسبة لي فعل مواظبة لا يرتبط بالوحي، وفترة الحجر لم تغيّر من عاداتي، بل كانت مثمرة على عدة أصعدة خاصة على الصعيد العائلي، حيث أتاحت لي فرصة أكبر للاعتناء بطفلتَيّ”.

“إبرة الرعب”: حلم التغيير في واقع عبثي

عن روايته “إبرة الرعب” التي صدرت مؤخراً باللغة الفرنسية عن دار “لارماتان”، يقول ضيفنا: “الرعب هو جانب مهم من جوانب الحياة، ووباء كورونا تسبب برعبٍ كبير أصاب العالم برمّته. لكن في كتابي قصدتُ رعباً من نوعٍ آخر تعاني منه بلداننا وهو من منظوري أشد فتكاً: لأنه ذو أبعاد اجتماعية وسياسية ودينية تسود العلاقة بين الأنظمة الحاكمة والشعب من جهة، والعلاقات القائمة بين الأفراد من جهة أخرى”.

وطني حيث كرامتي

يقيم الكاتب هيثم حسين في لندن، وهو عضو في جمعية المؤلفين البريطانيين وفي نادي القلم الإنكليزي. عن نظرته للاغتراب ولبريطانيا، يقول: “”بالرغم من إقامتي في الخارج منذ سنوات لكن روحي ووجداني في العالم العربي، أتابع أدق تفاصيله أكثر من متابعتي لما يجري في بريطانيا. هناك اغترابٌ بين المكان الذي أعيش فيه والمكان الذي يعيش فيّ، لكني تعايشتُ معه وأصبح جزءاً من شخصيتي. الغربة على قسوتها ومرارتها أتت لترمم الخراب الذي ألحقه بداخلي رعب الأنظمة الاستبدادية. الوطن بالمعنى التقليدي لا قيمة له في ظل انعدام الكرامة. لن أنافق أو أتقمص خطاباً لا يشبهني! وطني هو حيث أشعر بحريتي والحياة الكريمة في بريطانيا هي الهدية الثمينة التي أهديتُها لبنتَيّ”.

الكردي السوري: متهم بريء

عن حياته السابقة في سوريا والتأكيد على انتمائه الكردي في أعماله الأدبية، يقول الروائي هيثم حسين: “أن تكون كردياً سورياً هو أن تعيش مرارة اللجوء والعزلة في وطنك، وقد حاولت بالكتابة ترويض هذا الشعور التي تعاظم داخلي. لا أحد يختار مكان ولادته ولا هويّته لكن ومن باب الوفاء لتاريخي وثقافتي، وجدت نفسي ملزماً بطرح معاناة الأكراد على شكل حكايات يسهل على شريكي في الوطن فهمها. أنا خارج معادلة الجاني والضحية، ولا أسعى للانتقام وإنما لسرد الماضي بصورة تجعل من الذكريات المؤلمة وسيلة للتصالح مع الحاضر والمضي نحو المستقبل دون عداوات”.

© Copyright 2020. All Rights Reserved