ويوضح حسين أن كل إنسان يُعتبر مشروع شخصية روائية، وأن حياته هي مادة خصبة للرواية يمكن الانطلاق منها لكشف بعض الألغاز وتفكيكها من خلال سبر الأعماق وتظهير الصور المخبوءة في عتمة الدواخل.
كما يحاول الإجابة عن العديد من الأسئلة من قبيل كيف يبدع الروائي شخصياته؟ هل هي محض خيالية أم فيها شيء من عالمه؟ وما هي مشاعره تجاهها؟ هل يحبها أم يكرهها أم يخفي مشاعره؟ وما هي مشاعره تجاه قسوة مصائرها؟
ويحتوي الكتاب على مقدمة بعنوان الشخصية الروائية وسلطتها النافذة، وثلاثة فصول هي بعض أطوار الشخصية الروائية، التداخل بين شخصية الروائي وشخصياته الروائية/ مقاربات في السيَر والمذكرات، ومرونة الشخصية وتفعلها المستمر/ التأثير والتأثر في الرواية.
وذكر هيثم حسين في مقدم كتابه أن “المشاعر إزاء الشخصية الروائية محط اهتمام وموضع تجاذب، ذلك أن الرواية باعتبارها تقليدا للواقع في بعض جوانبه، وتصويرا لبعض معتركاته، فإنها تتمتع بمقدرة استيعابية هائلة، تحتضن مختلف النماذج، وليس بالضرورة أن تكون الشخصيات كلها مقربة من قلب الروائي، لكن لا مناص من التحكم بالمشاعر لتظهر على طبيعتها دون أن تتحمل تلبيسات معينة قد لا تنسجم مع بنيتها وتكوينها”.