يقول الروائي هيثم حسين في أحد حواراته عن روايته “آرام سليل الأوجاع المكابرة”:
عشتُ النفي في داخلي، عشت الاغتراب، ومشاعر النفي والاغتراب قاهرة أليمة. رأيت أنّ الهجرة باتت الوباء المنشود والضياع المشتهَى، أردتُ أن أروي هجرة معاكسة، عودة أحد المهاجرين المنفيّين إلى بلده بعد تجربة فريدة. آرام لم يكن شخصيّة بقدر ما كان ظاهرة. يعكس تشظّي المرء في عالمه، وارتحال الغربة في الأرواح. ثمّ حاولت تسجيل موقف أدبيّ من فجائعنا الحياتيّة. رأيتُ الانكسار في عيون العائدين إلى الوطن، ومدى تفجّعهم لترحيلهم إلى حيث ما يفترض أنّه وطنهم، رأيت الانكسار المضاعف في أعين المهاجرين اللائذين بمدن خمّنوا أنّها قد تكون فراديسهم المنشودة، وأنّها قد تكون برداً وسلاماً عليهم، فكانت مستنقعات أضاعوا فيها ما كانوا قد ظنّوا أنّهم ينزحون من أجل الاحتفاظ به، لم تكن المنافي برداً ولا سلاماً ولا كانت جحيماً مستعراً، كانت البرزخ، وسيرة البرزخ كانت بعضاً من انهمامي في الرواية، بالموازاة مع سير الشخصيّات المأزومة التائهة في حيرتها وبحيرات ظنونها وأوجاعها..